طلب الأجارة من العدو في مكـــة
ذكر ابن اسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يدخل مكة بعد رجوعه من الطائف أرسل الى الأخنس بن شريق : أدخل الى جوارك ؟ فقال اني حليف والحليف لا يجير فبعث الى سهيل بن عمرو فقال : ان بني عامر لا تجير على بني كعب , فبعث الى المطعم بن عدي فأجابه الى ذلك .
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة أياما.. فقال له زيد بن حارثه : كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك؟ فقال : يا زيد ان الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا . ثم انتهى الى مكة فأرسل رجلا من خزاعة الى المطعم بن عدي : أدخل الى جوارك ؟ فقال نعم ودعا بنيه وقومه فقال البسو السلاح وكونوا عند أركان البيت , فأني قد أجرت محمدا , فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى الى المسجد الحرام , فقام المطعم بن عدي على راحلته : يا معشر قريش , اني قد أجرت محمدا فلا يهيجه منكم أحد , فأنتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الركن فأستلمه وصلى ركعتين , وانصرفت وانصرف الى بيته والمطعم بن عدي وأولاده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته . وحفظ الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الصنيع للمطعم بن عدي فقال في بدر : لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لوهبتهم له , وكانوا 70 أسيرا من مقاتلي قريش . ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربينا كيف نرد المعروف الى أهله ولو كانوا كفارا . ويعلمنا أن نحفظ الود لأهله ويربينا كيف نفرق بين العدو الذي يحمينا وبين العدو الذي يقتلنا
المنهج الحركي للسيرة النبوية ص136
السبت، 15 نوفمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق