من أين يأتي الفساد ؟
امتلأ البر والبحر بالفساد بما كسبت ايدي الناس .. هذا الفساد لم يأتي من فراغ .. ولم يك صدفة
انما هو نتيجة تراكمية للسلوك الأنساني على غير ما جاءت به الفطرة السليمة ومخالفة صريحة
لكل القيم النبيلة والأخلاق الطيبة والعدل الذي هو اساس الحكم .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم تركت فيكم ما إن تمسكتم به من بعدي فلن تضلوا ابد ..
كتاب الله وسنتي .. ويقول ايضا تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وقال عمر بن الخطاب : إن الله يرفع بهذا الكتاب اقواما ويذل به آخرين .. وقال ايضا :
نحن قوم كنا اذلاء فاعزنا الله بالاسلام .. فمن ابتغى العزة بغير ذلك اذله الله .. وخاطب الناس
يوم خلافته قائلا : ايها الناس .. إن رأيتم في اعوجاجا فقوموني .. فقال له احد الاعراب .. والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا ! هذه هي المعضلة .. وهذ هو اصل البلاء الاعوجاج والتقويم
أو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أو دفع الخير بالشر أو النصيحة أو الانتصار للحق أو مقاومة الظلم يقول الله عز وجل ولولا دفع الله للناس بعضهم ببعض لفسدت الارض
صدق الله عز وجل وهو العليم الخبير بأحوال الناس ومتغيرات حياتهم واسباب نهوضهم واسباب تعثرهم وبالتالي اندثارهم .. ولولا دفع الله للناس بعضهم ببعض لفسدت الارض
ببساطة متناهية فأن هذه الاية الكريمة تشير إلى إن السبب في فساد البلاد والعباد لا يكون إلا بالتراخي والاهمال عن تطبيق الامر بالمعرف والنهي عن المنكر.. وهذا ما اكتسبوه بأيديهم .. بسكوتهم.. بتخليهم عن العمل بروح الجماعة..وتغليب الفعل الفردي في الاداء والمردود الشخصي في الكسب ملىء الفساد البر والبحر بما كسبت ايدي الناس إن جني ثمار القعود والسكوت وعدم المدافعة بين الخير والشر..عدم الضرب على يدي الظالم ..عدم التناصح..عدم الالتزام مع جماعة المسلمين .. عدم اعداد القوة والاستعداد الدائم للدفاع عن الحق حين يستلب..عن الدين حين يمنع من الوصول للناس .. عن العدل حين يكون مغيبا عن التشريعات وفي الحكم وتسيير أمور الناس.
قال الله تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر...
السبت، 15 نوفمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق