http://abukhadra.ba7r.org

منتدى ابو خضرة - سلام لكل الناس

السبت، 17 يناير 2009

الذنوب موجودة والمغفرة كذلك !!


ترددت في أوساط الناس قصة تروي عن بني اسرائيل بأن سيدنا موسى عليه السلام طلب
من الله عز وجل أن يسقيهم الغيث فأجابه الله عز وجل بأن يا موسى يوجد في قومك رجل

عاصي فأن أخرجتموه من بينكم سيكون لكم ما طلبتم وأن لم تخرجوه ليس لكم من شيء
فتوجه نبي الله الى بني اسرائيل يخاطبهم : أن الله قال لي أنه يوجد بينكم رجل عاصي ..
فأذا خرج في العلن أمطرتكم .. فصار القوم ينظرون الى بعضهم البعض .. من هذا الرجل

العاصي الذي بسببه منعنا المطر؟. وفي هذه الأثناء كان الرجل العاصي يكلم ربه قائلا :
يا رب لقد سترت علي طيلة هذه المدة ولم تفضحني .. وأني أتوب اليك الآن فاسترني ..
فانتظر القوم ولم يخرج أحد منهم .. " وما هي الا لحظات حتى نزل المطر !!
فتسائل نبي الله وهو يكلم ربه يا رب لقد قلت لن تمطروا حتى يخرج العاصي ولم يخرج

أحد : وهذا المطر قد نزل ..؟!! فقال الله عز وجل : تأدب يا موسى .. لقد سترت الرجل
وهو عاصي .. أفلا أستر عليه وقد تاب الآن .
" وقد أراد لهذه القصة مروجوها بأن النصر لن يتأتى ما دام في المجتمعات عصاة !!
وبناء على هذا التصور للنصر أو عدمه .. فأنه سنظل الى يوم القيامة ننتظر حتى يتوب

العصاة جميعا وتخلو الدنيا من كل فاسد ومن كل ظالم !! وهذا لن يكون أبدا ..
وسيظل العصيان والفساد يملأ الدنيا وسيظل الظلم قائما الى يوم القيامة !!
وعليه فلا فائدة من دفع الناس بعضهم لبعض لأن النصر لن يأتي .. وسيكون قتال الأعداء
لا فائدة نرجى منه بسبب عدم قدوم النصر .. وأن المقاومة بهذه الصورة هي ملهاة
عن
ذكر الله وأن دماء الناس التي تموت هي دماء عبثية فالقعود أجدى وأنفع من الموت الفارغ
الذي لا يجدي نفعا .. فلننتظر أذا .. وسنظل ننتظر .. وسنموت بكل الأحوال ونحن ننتظر !!
أنا أعتقد أنه في مثل هذه القصص فائدة عظيمة للتوبة.. ولكن لو تم أسقاطها على ما يجري

في غزة هذه الأيام والأيحاء بأن عدم مجيء النصر يعود سببه الى ذنوب الأمة ومعاصيها
هذا الأسقاط وهذه الدعوى فيها مخالفة شرعية .. لبس بدعوى الحث على المعصية
ولا بالأستخاف بها بقدر ما هي دعوة لتقوى الله .. ودعوة لمخافة الله والعمل على مرضاته
والأبتعاد عن معصيته .. لأن النجاة فقط تكون بالتمسك بحبل الله ولن تكون النجاة الأ بذلك ..
فماذا تقول سنة الله في الكون .. ؟ أن من أهم وجود الشرور والمعاصي في الأرض
هي بسبب " الشيطان " " شياطين الأنس والجن " الذين " يوسوسون للناس بفعل المعاصي "
" والشياطين التي تجري في الأنسان مجرى الدم " وتنفث في العقد " وتزين للناس أفعالهم
والشياطين تلك لن تزول من حياة الناس ما دامت هناك حياة ! لأن الشيطان الرئيسي
باق الى يوم القيامة وهذا أمر الله كما جاء في القرآن الكريم ..

أذن فالمعصية قائمة الى النهاية ..!! الأمر الآخر بأن رحمة الله عز وجل تقتضي المغفرة
أي مغفرة الذنوب والمعاصي .. فأذا لم توجد ذنوب وخطايا فما الداعي لوجود المغفرة ..
الذنب والمغفرة لا ينفكان أبدا عن بعضهما البعض .. فوجود أحدهما مرتبط بالآخر

ارتباطا وثيقا لا ينفصل عنه .. انت تذنب ثم تتوب فيغفر الله لك
وهناك العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تدل على ذلك..
ويظل باب المغفرة مفتوحا للعصاة حتى لحظات " النزاع الأخيرة " وتظل رحمة الله

الواسعة ومغفرته الشاملة لكل الخلق حتى تطلع الشمس من مغربها وبها تكون
القيامة قد أقبلت
فلا تنفع التوبة حينئذ لعدم وجود المغفرة في تلك اللحظات
وأنما تأتي رحمة الله ومغفرته بعد عرض الناس للحساب حيث يكون
الثواب والعقاب وهو الحكم النهائي لرب العالمين .
لقد أنتصر المسلمون بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم في بداية معركة احد وكان الجيش
الأسلامي ثلثه من المنافقين .. والنفاق أكبر من المعصية ..
ولكن الله عز وجل يريد أن يعلم المسلمين ويعرفهم بأن النصر ليس متعلقا
بوجود أشخاص أو رموز معينة في المعركة .. وأنما المعارك والقتال عموما
هو تأهيل بشري وخطط عسكرية لا بد من تنفيذها ولا بد للجنود في المعركة
من أتباع أوامر القيادة وكانت المخالفة المعروفة التي أشار اليها القرآن الكريم
هي مخالفة صريحة للأمر العسكري الذي كلفهم به قائدهم محمد صلى الله عليه وسلم ..
هم لم يخالفوا النبي بقصد عدم أطاعته أو التنكر له ولكنهم خالفوا الأمر العسكري الذي
يحفظ الأمن للمقاتلين في المعركة فكانت الهزيمة .. والله أعلم

ليست هناك تعليقات: