http://abukhadra.ba7r.org

منتدى ابو خضرة - سلام لكل الناس

الأحد، 8 فبراير 2009

لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم
«غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً

2009-01-06
الدوحة - علي القيسية
بعد مرور 60 عاما على النكبة، يعتزم عدد ممن ينحدرون من قرية الدوايمة التابعة إداريا لمدينة الخليل الفلسطينية، تحريك دعاوى قضايا على إسرائيل، متهمين إياها بارتكاب مجزرة أزهقت أرواح نحو 700 من أبناء القرية في عقد الأربعينيات من القرن الماضي.
فقد أوقدت الاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة على الفلسطينيين وأراضيهم وكللتها بالعدوان الأخير على غزة، جذوة الذاكرة لدى أبناء القرية «المنكوبة» وذلك للمضي قدما في تحريك دعاوى قضائية ضد الدولة العبرية علّهم يعيدون
السكينة لأرواح شهدائهم الذي قضوا قبل عقود في مساجد وبيوت القرية الواقعة في موقع متوسط بين مديني الخليل وغزة.ويقود المؤرخ نضال هديب وثلة من أبناء القرية المذكورة حملة تعريف بتلك المجزرة التي وصفت بـ «الأكبر»
خلال نكبة فلسطين عام 1948 وتفوق نظيراتها في كفر قاسم ودير ياسين وحتى ما اقترفته أيدي الاحتلال في
جنين قبل سنوات قليلة، ويبرر هديب عدم تسليط الأضواء عليها حينذاك ببعدها عن مركز المدينة والاهتمام
الإعلامي بمحيط مدن كبرى أبرزها القدس ويافا وحيفا.
ويقرّ هديب في حوار لـ «العرب» بأن التحرك القانوني
المزمع البدء فيه جاء متأخرا بست عقود عن توقيت اقتراف المجزرة المذكورة، على أن تأخرها مرتبط بجمع الأدلة المادية والشهادات الكفيلة بدعم حجج أبناء القرية أمام محكمة العدل العليا في لاهاي.
وقد أطلق هديب وعدد من أبناء قريته موقعا إلكترونيا ومنتدى يستهدف جمع أكبر عدد من التواقيع إلى جانب حشد المزيد من المتعاطفين مع المجزرة المذكورة التي يؤكد بأنها وثِّقت لدى منظمة التحرير الفلسطينية ومحكمة العدل العليا، كما نشرت صحيفة يدعوت أحرونوت تفاصيل جديدة عن المجزرة مستندة إلى شهود عيان من أبناء القرية شاءت الأقدار أن يبقوا ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
ويعود هديب بذاكرة الشهود من جيل سبقه لوصف هول المجزرة التي أزهقت أرواح نحو ثلث أبناء القرية البالغ تعدادها حينذاك نحو 3 آلاف نسمة، إذ إن غياب التذكير الإعلامي لا يعني غياب قضيتهم عن وجدان أجيال نشأت على ذاكرة آبائهم وأجدادهم الذين يعتبرون أن الحفاظ على قدسية الذاكرة لا يقل شأنا وأهمية عن قدسية قضية أرضهم
القريبة
من المواقع المقدسة في الخليل والقدس وبيت لحم. ويقدر هديب تعداد أبناء القرية في الوقت الراهن بنحو
45 ألف معظمهم متواجد في الأردن فيما تتوزع البقية في عدد من دول الشتات واللجوء.
وتورد مصادر توثيقية متطابقة أن المجزرة المذكورة مرتبطة برغبة الانتقام لدى عصابات «الهاجاناه»
و «شتيرن» الصهيونيتين من أهالي القرية في أربعينيات القرن الماضي، إذ أشعلت مقاومة أبناء القرية المذكورة للتوسع الاستيطاني في مستوطنة «كفار عصيون» إبان عهد الانتداب البريطاني رغبة الانتقام لدى هذه المنظمات
التي ترصدت أبناء القرية واستهدفت اقتناصهم.
ووفقا لهديب فإن أبناء القرية تمكنوا من إلحاق خسائر
بين صفوف ساكني تلك المستوطنة، إذ قاد الشهيد عيسى أبوصفية مجموعة من أبناء القرية لقتل 20 يهوديا
قبل أن يسقط شهيدا بنيران المنظمات الصهيونية. وتقع المستوطنة المذكورة جنوبي مدينة بيت لحم، وكانت
إبان الحكم الأردني موقعا لقيادة لواء حطين وكتيبة عبدالله بن رواحة، وتحولت عقب ذلك لمعسكر للجيش
الإسرائيلي فضلا عن كونه معتقلا للمطلوبين الفلسطينيين.

وقد أنشأت في كفار عصيون مستوطنة إسرائيلية عام 1967، حيث ساقت الإدارة الإسرائيلية ادعاءات
حينها تقول بأنهم أرغموا على ترك المستوطنة عقب أحداث ثورة البراق قبيل النكبة الفلسطينية.
ويؤكد هديب بأن مقاومة أبناء القرية للمد الصهيوني دفع لاستهدافها من قبل المنظمات الصهيونية وهو ما
ساهم في احتلالها وبالتالي وقوعها ضمن الأراضي المحتلة عام 1948 رغم وجودها خارج حدود التقسيم
بموجب
القرار الدولي رقم 181.وتصادف الذاكرة السنوية لمجزرة الدوايمة في الـ 29 أكتوبر،
في وقت تفيد شهادات إسرائيلية بأن ما شهدته القرية يعد أكثر المشاهد الإجرامية التي نفذتها العصابات
الصهيونية. ويقول رئيس فرع العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 وهو أحد قادة حزب المابام
في شهادته على ما شهدته القرية حينها «شاهدت مناظر مروعة من قتل الأسرى واغتصاب النساء
وغير ذلك من أفعال مشينة).

ليست هناك تعليقات: