http://abukhadra.ba7r.org

منتدى ابو خضرة - سلام لكل الناس

الثلاثاء، 3 فبراير 2009

كأنه مات الضمير!!!


أسمي حنان .. في البطاقة الشخصيــة .. وينادونني بالمجنونــــــة ! هم يقولون كذلك !! أما أنا فأفرغ جنوني في البكاء وطفلي الصغير في حضني .. يريدون أن ينتزعوا ابني من حضني .. هاتي الولد يا مجنونــــــــه ! ابني يلتصق بصدري .. امي .. امي ..! آه يا صغيري ..
هم أقوى مني .. يداي لا تقويان على حمايتك .. لا أستطيع أن أضمك أكثر !! أنا متعبة وهم لا يرحمــــــــون !
أنا احبك ..أنا مجنونة لأني أحبك ..! فقد صار الحب جنـــــــــون ؟
.. عمري 36 عاما من المعاناة لا أعرف كيف بدأ والى أين سينتهي .. زوجي الذي يكبر أبي بعشر سنوات .. مات !! كنت قد اقترنت به في السادسة عشر من عمري .. قالوا لي بأنه البطل .. الذي سينقذ العائلة !! الحالة الأجتماعية أرملة ولي ثلاثة أولاد .. أكبرهم في الخامسة عشر وطفل في الرابعة من العمر ..
وهذه هي الحكاية !! .. ثم أحتالواعلي وجعلوني اوقع على أوراق بأني مجنونة وغير مؤهلة لرعايتهم ويحاولون الآن أدخالي الى مستشفى المجانين !!!
.. هذا هو السيناريو كما أراده أعمام الأولاد لكي يتخلصوا مني .. ويحصلوا على المسكن الذ ي أعيش
فيه بعد وفاة زوجي !! هذه القصة بهذا السياق تبدو حزينة ..أنها ليست حزينة فقط بل مأساوية .. وفيها ظلم
واضح ومفضوح من قبل أهل زوجي والأولاد .. وكأنه مات الضمير !! وكأن الحنان الذي أودعته في صدور
أولادي من رعاية وتضحية ومن سهر الليالي .. كأنه قد تلاشى أو تبخر تحت حرارة النكران والجحود ..
كيف هانت عليكم العشرة ولهفة القلب العطوف وهو يضطرب ولا يستقر حين يصيب أحدكم أدنى مكروه ..
الله سبحانه ونعالى يناديكم " ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما "
أمكم تنادي : هيه يا أولادي .. يا فرح العمر يا بهجة الحياة .. ياما انتظرت الأيام والليالي لتكبرو ..
ياما دعوت الله أن يحفظكم .. صغارا وكبارا دعوت الله أن يحفظكم ..
في الصحو والحلم كنت أراكم وكل واحد منكم يزف الى عروسه .. ثم أحمل أولادكم وأحنوا عليهم وهم يلعبون
ويقفزون فوق المقاعد .. مرات كثيرة لم أذق طعم النوم وأنا اهدهدكم وأغني لكم لتناموا .. أرضعتكم من
صدري وكنت أرفض " الحليب المجفف " حتى لا يصيب قلوبكم الجفاء فتبتعدون عني !! كنت لا أقوى على
بعدكم .. حتى عندما يقولون لي لا تعوديهم أن يظلوا ملتصقين بك كنت أقول أنا من تريد ذلك وأنا من لا تقوى
على البعد عنهم .. مات أبوكم فكنت لكم الأم والأب معا ..كنت أفرح وأنا أراكم تكبرون .. لكني لم أتوقع يوما أن أكون هدفا لكم .. دمعي على خدي وقلبي ينزف والألم في أطرافي من قسوة أياديكم ..!!
لو كان لي عليكم قوة ما كنت لأفعل مثل قسوتكم .. لكني مريضة ومتعبة .. !!
جسمي نحيل ويداي ترتعشان .. أنا مريضة ومتعبة .. ولا أقوى على دفعكم عني .. حتى وأن قدرت أخاف
أن يقع أحدكم على الأرض أن دفعته فيتأذى .. قلبي عليكم .. سامحوني ان جرحت مشاعركم !!
وأرجوكم أن حاولتم مرة أخرى .. فأفعلوها بصمت ولا تحدثوا ضجة .. أغلقوا الباب والنافذة ..
وأسدلوا الستارة لينتهي الفصل الأخير!!!



ليست هناك تعليقات: